التغيير والواقع والطموح
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
يتَسع الحديث يوما بعد يوم عن موضوع الإصلاح الإداري والتغيير وقلما يخلو اجتماع أو ندوة أو مناسبة اجتماعية ، ثقافية ، إلا ويتناول الحاضرون هذا الموضوع بشيء من الإسهاب والتحليل بعضهم يرى أن هجر الماضي أقرب طريق للإصلاح ، شريطة أن يتم بصورة منتظمة ويقوده أناس عرفوا بنزاهتهم وبخبرتهم الإدارية العالية بينما يرى البعض الأخر أن التحسين المستمر للأداء ربما يكون أكثر واقعية من التخلي ، وهو يقود إلى إيجاد معالجات جديدة تنشط عملية الابتكار وتحدث تغييرا في نوع الخدمة المقدمة للجمهور لكن المتفق عليه أنه عندما تصبح الخدمة أو المنتج لا تفي بالغرض المطلوب وفقا لما هو مخطط لها فالتخلي عنها من خلال عملية إعادة التنظيم يصبح مطلوبا بل وضروريا ويتفق الفريقان على ضرورة وجود قائد للتغيير يستطيع استثمار النجاح والبناء عليه ولديه القدرة على اغتنام الفرص المناسبة للتطوير المنتظم إن التغيير سمة الحياة تفرضه طبيعتها المتحركة والحاجات المتنامية للأفراد والضغوطات على اختلافها ، والإدارة الناجحة هي التي تبادر إلى خلق التغيير كلما وجدت حاجة إليه ، لكن المهمة ليست بالسهلة كما يعتقد البعض ، ولا تتم بالرغبة فقط فهناك الكثيرون في مواقع العمل يتحسسون من التغيير لأسباب شتى بعضهم يرى في التغيير تبديدا لجهوده والبعض يرى فيه تعارضا لمصالحه الشخصية ،لان التغيير يستدعي إجراء مراجعات وتقييمات لمراحل سابقة قد تطال نتائجها بالضرر أشخاصا كثيرين ماديا أو معنويا ، كما أن العامل الذي اعتاد على طريقة ما وأتقنها ربما يرى أنه لا يمتلك المهارات الكافية التي يتطلبها أسلوب العمل الجديد ،خاصة بعد انتشار وسائل التقنية الحديثة المتجددة ولهذا فإن البعض في مؤسسات الدولة يحبذون الاستمرار على ما اعتادوا عليه ظنا منهم أن التغيير يلحق الخسارة بمصالحهم إن التغيير كما سبق وأشرنا ليس هدفا بل وسيلة لتحقيق غايات التنمية والإنتاج ، ولهذا يجب أن يطال الأشخاص والأفكار والوسائل عامة وغيرها ونشير هنا إلى أهمية التغيير باتجاه العمال ذوو المعرفة لعلاقة ذلك بالجودة فإلى وقت قريب كانت المؤسسات الإنتاجية والخدمية على السواء تركز على كمية المنتج
فئة:
تنمية بشرية