كن مدركا لتقلباتك المزاجية
الخميس، 29 أكتوبر 2015
الدكتور ريتشارد كارلسون : يمكن لتقلباتك المزاجية ان تكون خداعة للغاية فيمكنها وهي تفعل ذلك فعلا ان تقودك الى الاعتقاد ان حياتك اسوأ مما هي عليه فعلا فعندما يكون مزاجك صافيا تبدو الحياة رائعة حيث تنظر للامور بمنظور صائب وتتمتع كذلك بالفطنة والحكمة فمزاج الانسان عندما يكون صافيا لا يشعر ان الامور على درجة كبيرة من السوء وتبدو المشكلات اقل صعوبة واكثر طواعية للحل وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل يسر واذا حدث وانتقدك شخص ما فإنك تتقبل ذلك بصدر رحب. وعلى العكس اذا كان مزاجك غير صاف تبدو الحياة صعبة ومضجرة بدرجة لا تحتمل وتكون نظرتك للأمور ضيقة كما تأخذ الامور بمحمل شخصي وغالبا ما تسئ الظن بمن حولك حيث تنسب الى تصرفاتهم دوافع شريرة .. وهنا بيت القصيد ان الناس لا تدرك ان امزجتهم دائمة التقلب وبدلا من ذلك يعتقدون ان حياتهم قد انقلبت الى الاسوأ من اليوم المنصرم او حتى من الساعة المنصرمة ولذا فإن الرجل الذي يكون مزاجه صافيا من الصباح قد يشعر بالحب تجاه زوجته ووظيفته او سيارته وربما يشعر بالتفاؤل بشأن مستقبله وبالرضا عن ماضيه ولكن في الظهيرة اذا كان مزاجه متعكرا فقد يقول انه يكره وظيفته ويعتقد ان زوجته مزعجة وان سيارته خردة لا قيمة لها وانه لن يصل لأي شئ في مستقبله العملي ولو سألته عن طفولته لربما اخبرك انها كانت صعبة للغاية وربما القى اللوم على ابويه. قد تبدو هذه التناقضات السريعة والجذرية ضرب من السخف الا اننا جميعا سواء في هذا فعندما يتعكر مزاجنا نفقد نظريتنا الصائبة للامور ويبدو كل شئ كما لو كان عاجلا وننسى تماما انه عندما يكون مزاجنا صافيا يبدو كل شئ على حال افضل .. اننا نتعرض لذات الظروف من هو قريننا؟ اين نعمل؟ سيارتنا .. بشكل مختلف تمام الاختلاف تبعا لحالتنا المزاجية فعندما يتعكر مزاجنا فبدلا من إلقاء اللوم عليه كما ينبغي نتجه الى الشعور بأن حياتنا برمتها سيئة كما لو كنا نعتقد بالفعل ان حياتنا قد انهارت فعلا في الساعة او الساعتين الماضيتين. وواقع الحال ان حياتنا لا تكون على نفس درجة السوء التي تبدو عليها عندما يتعكر مزاجنا
فئة:
تنمية بشرية